النيجر.. مصرع 33 شخصاً ونزوح الآلاف جراء الفيضانات
النيجر.. مصرع 33 شخصاً ونزوح الآلاف جراء الفيضانات
لقي ما لا يقل عن 33 شخصًا مصرعهم في فيضانات وانزلاقات أرضية شهدتها النيجر خلال موسم الأمطار الحالي، فيما تضرر أكثر من 70 ألف شخص منذ شهر يونيو الماضي.
وأفادت إدارة الوقاية المدني في نيامي بأن الأمطار الغزيرة والفيضانات قد تسببت في إصابة المئات ونزوح آلاف آخرين من منازلهم وقراهم، علاوة على نفوق 600 رأس من الماشية في 8 أقاليم في البلاد، كما دمرت 24 فصلًا دراسيًا و144 مخزن حبوب وتسببت في إتلاف أطنان من المواد الغذائية، وفق موقع nigerdeltaconnect.
ووفق وزير إدارة الكوارث النيجرية، لاوان ماغاجي أن البلاد تخسر بالمعدل 63 مليون دولار أمريكي، بسبب الفيضانات ومواسم الجفاف كل عام.
وأثرت الأمطار الغزيرة على الأنشطة الاقتصادية وحركة المركبات، فيما شوهد سكان المناطق المتضررة وهم يقومون بإجلاء أطفالهم إلى الأحياء المجاورة، بالإضافة إلى نقل الأدوات المنزلية إلى أماكن أكثر أمانًا.
وأظهرت الإحصائيات التي جمعتها السلطات الحكومية المحلية، حتى الآن، أن مناطق أوغورود في جناح أوسوبونغ الأول، وقرية أوكيمبوغا، وأوغامانا، وأوفونكوم، وإيدورو، وأوفيابومتيد، وإيجا، وإيجي إيبوم، وأوفوناغاما، وأوغوروكبون، وأومين، وإبييم، وأوكبيتشي تضررت بشدة جراء الفيضانات الأخيرة.
وأعرب الأمين السابق لمنطقة أوبوبورا الحكومية المحلية والمحاضر في جامعة كالابار، تشارلز مفيم، عنه أسفه لسقوط ضحايا، مضيفا: “كان لدينا هذا النوع من الأمطار منذ 11 عامًا، ولكن هذا العام أصبح كارثة وطنية لأن حوالي 15 مجتمعًا قد تضرر، لقد فقدنا كل ما جاهدنا من أجله”.
وعبر عن مخاوفه من أحداث ما بعد الكارثة، لافتا أنه ربما يكون هناك ارتفاع محتمل في معدل الجريمة في المجتمعات المتضررة، بما في ذلك تجارة الجنس، داعيا الحكومة للتدخل بسرعة بجانب توفير مواد الإغاثة، بما في ذلك المواد الغذائية والملابس ومواد البناء والمال للمساعدة في تخفيف المعاناة بسبب الكارثة".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.